|
هَلاّ شكرنا عظيم النعمة وجزيل
العطاء، إذ خصّنا الله المنّان بكرامة المواساة والبكاء لإبن الزهراء (ع).
والشكر لا يكون إلا بالقيام من أجل أهداف الإمام الحسين(ع)، مع حفيده إمام
العصر والزمان(عج)، وشعاره ساعة خروجه " يا لثارات الحسين ". فليكن شعارنا ونبض قلوبنا.
هلموا نجدد العزاء بالدمع..
بالموالاة.. بالإخلاص، ببذل الجهد والعطاء. وأداء التكليف في كل موقع منكم يفي
بالعهد والوصية.. وليخرج الأكبر شاهراً سيفه قلماً وبندقية، راية ً كتاباً
وقضية.. ويا سكينة ويا رقية قمن ولا تقعدن واسين زينب والزهراء (ع).
يا شيعة أهل البيت، هبوا، قوموا،
فهذا المحرم عاد.. وكربلاء عاملة.. وعاشوراء تصنع كل يوم.. لبوا النداء هل من
ناصر ينصرني، فليكن جوابكم على مدى الزمان والأسماع، ولتكن فعالكم قولاً
صادقاً: " لبيك أبداً حبيبي يا
حسين ".
إذاً يحب أن يكون شهر المحرم من
كل عام، منطلقاً سنوياً جديداً ونقطة تحول جذرية، تحدث تغييراً في إتجاه الفرد
وتوجه المجتمع. فعليه يجب معرفة الحقائق الكامنة وراء انطلاق الإمام الحسين
عليه السلام، وإقدامه على النهوض والثورة، وفي أي مرحلة وزمان كان ذلك. وكذلك
قراءة واقعنا والمرحلة التي نعيش اليوم، لمعرفة الدور والمهمة المبنية على
الفهم السليم لقضايانا والواجبات الأساسية المطلوبة، ومن أولى بذلك من طلاب
العلم شباب اليوم صنّاع الغد.
وليستحضر البكاء فينا كل حب وولاء
للمبكي عليه، وليستجلب كل نفور وغضب على كل المجرمين، وليكن البكاء دافعاً
حاثاً محركاً ومحفزاً، وبداية ً لحركة تطبيق وتجسيد وترجمة رسالة الإمام
الحسين(ع) في واقع مجتمعنا ومؤسساتنا التربوية. ويقول أحد الكتّاب:" إن البكاء الإجتماعي
الذي يمارسه مجتمع بأسره على قضية مقدسة واحدة لهو أكبر من فعل قنبلة نووية من
شأنها تغيير العالم ".
فالحسين(ع) نهض وثار واستشهد،
إنما من أجل بقاء أسس الدين الإسلامي ومعالمه التي تتمثل أولاً بالصلاة
والحجاب والصدق والمحبة، وبإيجاز إعادة الناس إلى ربوع الدين الحنيف والعبودية
لله الواحد، وتخليصهم من أسر الشيطان والأهواء، من أجل سعادتهم الأبدية.
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق